من أول زيارتي إلى جورجيا بدأت ألاحظ أوجه شبه بين جورجيا ومصر ، بالطبع لا يعني هذا أن البلدين متطابقان لكنها فقط تشابهات بدت لي طريفة في الجملة ومنها مثلا :
-بلد سياحية:
مصر أم الدنيا فيها أقدم الحضارات المعروفة حتى الآن ، إحدى مدنها فيها ثلث آثار العالم (الأقصر) ، كثير من الأماكن السياحية بها لا زالت بكرًا لا يعرف أحد عنها شيء.
جورجيا بلد عريق أيضًا وإن لم يكن كمصر ، فيها آثار قديمة لازالت قائمة لم تزلها عوامل الزمن.
السياحة في مصر أرخص من جورجيا وعملتها أرخص والمعيشة فيها أرخص فلماذا يتجه الناس أكثر إلى جورجيا؟
هناك أكثر من سبب في رأيي ليس لها علاقة بحوادث الإرهاب منها باختصار:
الدعاية ، سهولة التأشيرة أو عدم الحاجة إليها بالأساس ، الاهتمام بالقيمة السياحية للمكان والسعي إلى إثرائه ، هذه في رأيي من أهم الأسباب وقد أكون مخطئًا ، فعلى سبيل المثال أنا شخصيًا كنت قبل تلك الرحلة مترددًا بين زيارة جورجيا أو تركيا ، لكن لما علمت أن جورجيا لن تحتاج إلى تأشيرة لأن معي إقامة سعودية حسمت اختياري فورًا ، وبالتأكيد هناك من يفكر بهذه الطريقة خاصة في السفرة الأولى ، وإن لم يكن الجميع.
-شعب متدين بطبعه:
عبارة نسمعها كثيرًا عن الشعب المصري في الفترة الأخيرة ربما من بعد ثورة يناير على وجه الخصوص ومؤخرًا صارت تطلق بشكل ساخر عن التدين الظاهري ، الشعب الجورجي أيضًا يشبه المصريين في ذلك الوصف على ما فيه من سخرية!
فلو أنك تسير بجوار جورجي ومررتما بكنيسة ربما توقف فجأة وتغير وجهه وقام بالصلاة الثلاثية المشهورة عند المسيحيين بالإشارة بيده على جسده في شكل مثلث ثم يكمل طريقه معك كأنه لم يفعل شيئًا غريبًا لتوه ، ولو مررتم بعشر كنائس متتالية لوقف عند كل كنيسة ليؤدي نفس الصلاة.
في نفس الوقت فهذا الشخص ليس قديسًا أو متدينًا كما قد تظن ، بل هو شخص عادي جدا يفعل الخير والشر على حد سواء بصورة طبيعية.
والنساء مثلا قبل دخول الكنيسة يضعن غطاء رأس ويسترن ما فوق الركبة فإذا خرجن عدن إلى سيرتهن الأولى ، بل إن بعض الكنائس تضع أغطية رأس أمام الباب لترتديها النساء قبل الدخول.
-التسول:
يؤسفني أن أقول ذلك ولكن معدلات الفقر العالية سببت وجود ظاهرة التسول في الشارع المصري منذ سنين ، بعضهم محتاج والآخر يمتهن التسول ، وهي ظاهرة سيئة نأمل القضاء عليها بطريقة صحيحة تعطي المحتاج ما يغنيه عن التسول.
في جورجيا أيضًا تجد متسولين لا تنهاهم الحكومة موجودون في كل مكان حتى عند الكنائس ، وعرفت من بعض أصحابي هناك أن المتسولين في جورجيا فيهم أيضًا من يحترف المهنة وهو صاحب عقار غير محتاج لكنها مصدر كبير للمال.
الشعب الجورجي بصفة عامة فيهم طبقات متفاوتة ما بين الفقر والغنى وقد رأيت بعيني في أول يوم لي في العاصمة تبليسي سيدة عجوز تبحث في القمامة.
-شعب محب للأجانب:
ربما تظن للوهلة الأولى أن الجورجيين فيهم غلظة أو أنهم في ضيق من شيء ما لكنك بمجرد ما تخاطبهم تجد ترحيبًا كبيرًا منهم واهتمامًا بأمرك.
المصريون أيضًا يحبون السياح ويرحبون بهم ويحبون أن يتكلموا معهم.
فالصفة المشهورة عن الشعبين أن الناس ودودون جدا.
-GMT المواعيد:
في جورجيا على سبيل المزاح يقول الأجانب إن توقيت الجورجيين هو GMT
وهو اختصار يطلق في الأصل على توقيت جرينتش لكنهم هنا يقصدون بالـG كلمة Georgians بمعنى أن لكل شخص جورجي توقيت مختلف عن الآخر فإذا قال لك أحدهم سأقابلك الساعة الخامسة ، فلا يعني هذا بالضرورة الساعة الخامسة التي تعرفها فربما يأتي بعدها بساعة ولا يشعر أن هناك أي مشكلة لأن هذا توقيته الخاص! وفي مصر أنتم تعرفون ليس كل الناس هكذا بالطبع!
-فساد الشرطة:
الفساد ليس قاعدة سواء في مصر أو جورجيا وهناك نماذج مشرفة دومًا ، لكن الفساد ليس بالقليل أيضًا.
جورجيا عانت كثيرًا من الفساد الأمني وقد عانى المصلحون لأجل هذا الأمر ، لكنهم اتخذوا إجراءات جذرية للتخلص من الفساد فعلى سبيل المثال يقال إن أحد حكام جورجيا المتأخرين أقال 300 ضابطًا في يوم واحد لخلع الفساد من أصوله ، وإذا زرت بلدة (مستخيتا) الجميلة ستجد أن مبنى الشرطة له زجاج شفاف يُظهر من بالداخل حتى يعطي الانطباع بالشفافية وعدم وجود ما يخبئونه وذهاب الفساد بلا رجعة!
-مقبرة الغزاة وموقع مثالي على الخريطة:
مصر وجورجيا تتمتعان بموقع مثالي فمصر دولة إفريقية جزء منها (سيناء) أسيوي ، وقناة السويس تجعلها معبرًا للسفن القادمة من الجنوب إلى الشمال والعكس ، تقع على البحر المتوسط المشترك بين دول شمال إفريقيا وجنوب أوربا.
جورجيا كذلك تتميز بموقع متميز بين آسيا وأوربا مما جعل كلا البلدين عرضة للغزو على مر التاريخ ، وهذا الغزو المتعاقب أدى إلى تنوع ثقافي هائل في شخصية كل من البلدين ، ومعاناة أيضًا.
كلا البلدين يقدم نفسه على أنه مقبرة للغزاة لقتلهم في الحروب ، أو ربما صارت مقبرة لهم لاستقرار الغزاة في البلد حتى وفاتهم ، جورجيا خضعت للاتحاد السوفيتي طويلًا ، ومصر احتلتها بريطانيا طويلًا ، وللغزو أشكال مختلفة.
-التعايش:
في جورجيا يوجد مسيحيون ويهود ومسلمون يعيشون جميعًا في سلام لا يوجد حوادث عنف تذكر ، في تبليسي يوجد معابد يهودية وكنائس ومسجد ، في باتومي كذلك يوجد مسجد حيث يكثر وجود الأتراك لقرب الحدود مع تركيا ، لا أعرف إن كان هناك مساجد أخرى في جورجيا.
مصر كذلك لطالما كان فيها مسلمون ومسيحيون ويهود لم يعرف بينهم حوادث عنف إلا في السنين الأخيرة مع الأسف ، لكن بصفة عامة فإن الجميع يستنكر تلك الحوادث الشاذة.
-بلد سياحية:
مصر أم الدنيا فيها أقدم الحضارات المعروفة حتى الآن ، إحدى مدنها فيها ثلث آثار العالم (الأقصر) ، كثير من الأماكن السياحية بها لا زالت بكرًا لا يعرف أحد عنها شيء.
جورجيا بلد عريق أيضًا وإن لم يكن كمصر ، فيها آثار قديمة لازالت قائمة لم تزلها عوامل الزمن.
السياحة في مصر أرخص من جورجيا وعملتها أرخص والمعيشة فيها أرخص فلماذا يتجه الناس أكثر إلى جورجيا؟
هناك أكثر من سبب في رأيي ليس لها علاقة بحوادث الإرهاب منها باختصار:
الدعاية ، سهولة التأشيرة أو عدم الحاجة إليها بالأساس ، الاهتمام بالقيمة السياحية للمكان والسعي إلى إثرائه ، هذه في رأيي من أهم الأسباب وقد أكون مخطئًا ، فعلى سبيل المثال أنا شخصيًا كنت قبل تلك الرحلة مترددًا بين زيارة جورجيا أو تركيا ، لكن لما علمت أن جورجيا لن تحتاج إلى تأشيرة لأن معي إقامة سعودية حسمت اختياري فورًا ، وبالتأكيد هناك من يفكر بهذه الطريقة خاصة في السفرة الأولى ، وإن لم يكن الجميع.
تبليسي القديمة من أعلى
-شعب متدين بطبعه:
عبارة نسمعها كثيرًا عن الشعب المصري في الفترة الأخيرة ربما من بعد ثورة يناير على وجه الخصوص ومؤخرًا صارت تطلق بشكل ساخر عن التدين الظاهري ، الشعب الجورجي أيضًا يشبه المصريين في ذلك الوصف على ما فيه من سخرية!
فلو أنك تسير بجوار جورجي ومررتما بكنيسة ربما توقف فجأة وتغير وجهه وقام بالصلاة الثلاثية المشهورة عند المسيحيين بالإشارة بيده على جسده في شكل مثلث ثم يكمل طريقه معك كأنه لم يفعل شيئًا غريبًا لتوه ، ولو مررتم بعشر كنائس متتالية لوقف عند كل كنيسة ليؤدي نفس الصلاة.
في نفس الوقت فهذا الشخص ليس قديسًا أو متدينًا كما قد تظن ، بل هو شخص عادي جدا يفعل الخير والشر على حد سواء بصورة طبيعية.
والنساء مثلا قبل دخول الكنيسة يضعن غطاء رأس ويسترن ما فوق الركبة فإذا خرجن عدن إلى سيرتهن الأولى ، بل إن بعض الكنائس تضع أغطية رأس أمام الباب لترتديها النساء قبل الدخول.
لوحة الممنوعات على مدخل كنيسة جفاري
-التسول:
يؤسفني أن أقول ذلك ولكن معدلات الفقر العالية سببت وجود ظاهرة التسول في الشارع المصري منذ سنين ، بعضهم محتاج والآخر يمتهن التسول ، وهي ظاهرة سيئة نأمل القضاء عليها بطريقة صحيحة تعطي المحتاج ما يغنيه عن التسول.
في جورجيا أيضًا تجد متسولين لا تنهاهم الحكومة موجودون في كل مكان حتى عند الكنائس ، وعرفت من بعض أصحابي هناك أن المتسولين في جورجيا فيهم أيضًا من يحترف المهنة وهو صاحب عقار غير محتاج لكنها مصدر كبير للمال.
الشعب الجورجي بصفة عامة فيهم طبقات متفاوتة ما بين الفقر والغنى وقد رأيت بعيني في أول يوم لي في العاصمة تبليسي سيدة عجوز تبحث في القمامة.
لم أحب تصوير المتسولين فوضعت صورة لنحت يعبر عن مهرجان الخصوبة
-شعب محب للأجانب:
ربما تظن للوهلة الأولى أن الجورجيين فيهم غلظة أو أنهم في ضيق من شيء ما لكنك بمجرد ما تخاطبهم تجد ترحيبًا كبيرًا منهم واهتمامًا بأمرك.
المصريون أيضًا يحبون السياح ويرحبون بهم ويحبون أن يتكلموا معهم.
فالصفة المشهورة عن الشعبين أن الناس ودودون جدا.
القناطر الخيرية الجورجية
-GMT المواعيد:
في جورجيا على سبيل المزاح يقول الأجانب إن توقيت الجورجيين هو GMT
وهو اختصار يطلق في الأصل على توقيت جرينتش لكنهم هنا يقصدون بالـG كلمة Georgians بمعنى أن لكل شخص جورجي توقيت مختلف عن الآخر فإذا قال لك أحدهم سأقابلك الساعة الخامسة ، فلا يعني هذا بالضرورة الساعة الخامسة التي تعرفها فربما يأتي بعدها بساعة ولا يشعر أن هناك أي مشكلة لأن هذا توقيته الخاص! وفي مصر أنتم تعرفون ليس كل الناس هكذا بالطبع!
علامات في أرض تبليسي يشير لك الطائر فيها إلى المعالم الهامة بالمدينة
الفساد ليس قاعدة سواء في مصر أو جورجيا وهناك نماذج مشرفة دومًا ، لكن الفساد ليس بالقليل أيضًا.
جورجيا عانت كثيرًا من الفساد الأمني وقد عانى المصلحون لأجل هذا الأمر ، لكنهم اتخذوا إجراءات جذرية للتخلص من الفساد فعلى سبيل المثال يقال إن أحد حكام جورجيا المتأخرين أقال 300 ضابطًا في يوم واحد لخلع الفساد من أصوله ، وإذا زرت بلدة (مستخيتا) الجميلة ستجد أن مبنى الشرطة له زجاج شفاف يُظهر من بالداخل حتى يعطي الانطباع بالشفافية وعدم وجود ما يخبئونه وذهاب الفساد بلا رجعة!
متسخيتا من أعلى (التقطت الصورة من جفاري)
-مقبرة الغزاة وموقع مثالي على الخريطة:
مصر وجورجيا تتمتعان بموقع مثالي فمصر دولة إفريقية جزء منها (سيناء) أسيوي ، وقناة السويس تجعلها معبرًا للسفن القادمة من الجنوب إلى الشمال والعكس ، تقع على البحر المتوسط المشترك بين دول شمال إفريقيا وجنوب أوربا.
جورجيا كذلك تتميز بموقع متميز بين آسيا وأوربا مما جعل كلا البلدين عرضة للغزو على مر التاريخ ، وهذا الغزو المتعاقب أدى إلى تنوع ثقافي هائل في شخصية كل من البلدين ، ومعاناة أيضًا.
كلا البلدين يقدم نفسه على أنه مقبرة للغزاة لقتلهم في الحروب ، أو ربما صارت مقبرة لهم لاستقرار الغزاة في البلد حتى وفاتهم ، جورجيا خضعت للاتحاد السوفيتي طويلًا ، ومصر احتلتها بريطانيا طويلًا ، وللغزو أشكال مختلفة.
من عرض الدولفن في مدينة باطومي الساحلية
-التعايش:
في جورجيا يوجد مسيحيون ويهود ومسلمون يعيشون جميعًا في سلام لا يوجد حوادث عنف تذكر ، في تبليسي يوجد معابد يهودية وكنائس ومسجد ، في باتومي كذلك يوجد مسجد حيث يكثر وجود الأتراك لقرب الحدود مع تركيا ، لا أعرف إن كان هناك مساجد أخرى في جورجيا.
مصر كذلك لطالما كان فيها مسلمون ومسيحيون ويهود لم يعرف بينهم حوادث عنف إلا في السنين الأخيرة مع الأسف ، لكن بصفة عامة فإن الجميع يستنكر تلك الحوادث الشاذة.
مئذنة المسجد الوحيد في قلب تبليسي القديمة
تعليقات
إرسال تعليق