ذكرت من قبل إعجابي بذكاء المسئولين عن السياحة في جورجيا ، في هذا المقال أذكر مثالًا آخر من دلائل ذلك الذكاء.
إذا زرت مدينة باطومي تجد من أهم معالمها السياحية تمثال (علي ونينو) ، فما قصة هذا التمثال أو التمثالين في الواقع؟
عام 1937 في (فيينا) نشرت رواية "علي ونينو" باللغة الألمانية لأول مرة لكاتب اسمه (قربان سعيد) والذي تبين أنه مجرد اسم مستعار ولا يعرف أحد على وجه التأكيد اسم المؤلف الحقيقي وإن كانت هناك تكهنات مختلفة.
أعيد اكتشاف الرواية فيما بعد ونجحت نجاحًا كبيرًا وترجمت لأكثر من ثلاثين لغة.
أعيد اكتشاف الرواية فيما بعد ونجحت نجاحًا كبيرًا وترجمت لأكثر من ثلاثين لغة.
تحكي الرواية عن شاب مسلم اسمه (علي) من أسرة نبيلة في أذربيجان -المجاورة لجورجيا- ، أحب أميرة جورجية مسيحية اسمها (نينو) ، وتزوجا فترة قصيرة أنجبا فيها بنتًا وكان هناك مشاكل بسبب اختلاف الدين ، مما أدى إلى التفرقة بينهما بحصول الغزو السوفيتي لجورجيا فعادت (نينو) إلى جورجيا مع ابنتها ، ومات (علي) في الحرب دفاعًا عن بلده.
قصة خيالية اشتهرت وحققت مبيعات عالية ، فماذا فعل المسئولون عن السياحة في جورجيا ؟
قاموا بعمل تمثال ضخم لـ(علي) وآخر مثله مقابلًا له لـ(نينو) ، فاستغلوا قصة خيالية مشهورة لعمل مزار سياحي يجذب السياح وأضافوا قيمة سياحية إلى مدينة باطومي التي ليس فيها أشياء مميزة كثيرة ..
ليس هذا فحسب ، بل جعلوا التمثالين مصنوعين بطريقة معينة فيهما فراغات عرضية لتكون متحركة فيما يعرف بـ kinetic sculpture ، وكل يوم في الساعة السابعة مساء يكون عرضٌ يجعل التمثالين يتحركان في اتجاه بعضهما البعض حتى يتداخلا تمامًا -تعبيرًا عن قصة الحب بينهما- ثم يستمران في التحرك حتى يبتعد كل منهما في اتجاه مختلف -تعبيرًا عما حدث بينهما بعد الحرب.
علي ونينو في حالاتهما المختلفة
أمثلة أخرى لنحتيات متحركة في أماكن أخرى غير جورجيا:
منحوتة رأس الكاتب التشيكي كافكا
رأس نحاسية تتحرك ملامحها مع الرياح
تعليقات
إرسال تعليق