الدفتر - قصة قصيرة

(الدفتر)
لو رأيته بين دفاتره لحسبته يقرأ رواية شيقة تستحق حماسه الشديد، كان شوقه لمعرفة المعلومة التي طلبها منه المدير عظيمًا..
مددت إليه الورقة فنظر إليّ، رأيت عينيه مكبرتين عبر تلك النظارة العجيبة، وابتسامته تظهر أسنانه جميعًا عليها آثار الشاي والسجائر برقع بنية تمتد على الجذور كآثار الحناء..
يصعد السلالم بقوة يمسك دفترًا أو دفترين ثم ينزل برفق كيلا يقع على ظهره كما حدث لزميله من قبل مما أصاب ذاك الزميل بآلام عنيفة في العمود الفقري لم يشفها العلاج الطبيعي إلا بالمسكنات..
أخذت أتأمل الشامة الكبيرة على رأسه الأصلع المنحني بين الأوراق، بينما كان يمرر إصبعه المتجعد بسرعة على الأسطر من صفحة إلى صفحة بحثًا عن المطلوب..
شامته الواسعة تشبه خريطة مصر غير أنها لا يشقها نيل..
أخيرًا رفع رأسه إليّ وهو يصيح (وجدتها، انتظر لأكتبها لك)
وفتح درج مكتبه المعدني ليخرج ورقة ينقل عليها البيانات ولما انتهى أعطانيها بابتسامة بنية صافية النية وهو يقول (أي خدمة!).

تعليقات