رواية دراكيولا هل هي رواية دينية؟


*تم تأليف رواية دراكيولا الأصلية في آخر القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1897، كتبها برام ستوكر الكاتب الأيرلندي فكانت أشهر أعماله.
*تتخذ الرواية شكل المذكرات والرسائل، وهي طريقة تظهر وجهات النظر المختلفة وكذلك الحوار الداخلي لكل شخصية في الرواية وتيار الوعي الخاص بها.
*أعلم أن المتبادر إلى الذهن دومًا أن دراكيولا رواية رعب وهذا صحيح بالتأكيد، ولكن ما هي دلالات الرعب الذي تقدمه؟
*في الرواية يتم استخدام رموز دينية بشكل صريح، فمصاصو الدماء هم شياطين (يعتبر البعض دراكيولا رمزًا للمسيح الدجال) ويحاربهم أبطال الرواية بالصليب الذي يخشاه مصاص الدماء وينزعج من رؤيته بالإضافة إلى الثوم و(الخبز المقدس) الذي يحرق جلد مصاص الدماء إذا لمسه..
ولأن الشيطان كائن ظلامي فكذلك دراكيولا إذا طلعت الشمس غاب وإذا أَفَلَت عاث في الأرض فسادًا..
*دراكيولا يحاول إضلال الناس وسلب أرواحهم وجعلهم مثله شياطين ﻻ يستمتعون بموت وﻻ حياة، له جنود في كل مكان لهم قدرات خارقة لا يموتون بنفس طريقة البشر، ﻻبد من قتل القلب وفصل الرأس عن الجسد، حينها فقط ينعم الجسد بالسكينة وربما يتحول إلى تراب.
*هذا الاستخدام للرمزية الدينية البسيطة يحدث أثرًا عند بعض القراء المنغمسين في الأحداث أقوى مما لو قال مباشرة اعتصموا بالدين واحذروا الشياطين وهكذا، والناس أغلب الناس كلما تتقدم في العمر تأنف عن الوعظ المباشر.
*تطورت فكرة مصاصي الدماء مع الكُتّاب المعاصرين بعد ذلك، حتى صرنا نجد روايات لمصاصي الدماء علمانية -إن صح التعبير- تمامًا ﻻ يؤثر فيهم استخدام العناصر الدينية المعتادة بل يسخرون منها، وهو أمر متوقع لاختلاف اعتقادات المؤلفين من ناحية وﻻختلاف طبيعة العصر من ناحية أخرى.
فمصاصو الدماء هذه الأيام لا يقتلهم سوى وتد خشبي أو خنجر فضي أو قطع الرأس وهكذا، بل صرنا نجد مصاص الدماء المؤمن الذي يتدلى الصليب على صدره بعدما كان يحرقه في العهد الأول، وصرنا نرى في بعض الروايات مصاص دماء طيبًا ومصاص دماء شريرًا ومصاص دماء يمكنه أن يهتدي وينتقل من الشر إلى الخير، يحب البشر ويخاف عليهم ويتبع نظامًا غذائيًا لا يشرب فيه دماءهم أو يشربها من بنك الدم حتى ﻻ يضطر لقتلهم!
*بالطبع حينما نقرأ الرواية الآن فإنها لا تكون مرعبة كما كانت أول ما ظهرت، هي مشوقة بالتأكيد، ولكنها أحيانًا قد تكون مضحكة أو مثيرة للتعجب حينما نقرأ مثلا عن نقل الدماء لضحية مصاص الدماء في ذلك الزمن بدون تحليل أو معرفة فصيلة الدم، وهو ما يثير تساؤلات طريفة عند أي طبيب الآن.
..
(اقتباس)
-قالت: إنها الليلة السابقة ليوم (سان جورج) مارجرجس وفي هذه الليلة بالذات حينما تدق الساعة الثانية عشرة كل العناصر الشريرة وكل قوى الشر في العالم تكون لها قوة عظيمة وسيطرة عليك!

(اقتباس)
-وهنا وقفت العجوز وجففت دموعها ثم أعطتني صليبا لأضعه حول رقبتي يا للعجب!

#رامي_قطب


تعليقات